کد مطلب:109838 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:164
بعد لیلة الهریر وقد قام إلیه رجل من أصحابه فقال: نهیتنا عن الحكومة ثمّ أمرتنا بها، فما ندری أیّ الأمرین أَرشد؟ فصفق علیه السلام إحدی یدیه علی الأخری ثمّ قال: هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْعُقْدَةَ! أَمَا وَاللهِ لَوْ أَنِّی حِینَ أَمَرْتُكُمْ بِهِ حَمَلْتُكُمْ عَلَی الْمَكْرُوهِ الَّذِی یَجْعَلُ اللهُ فِیهِ خَیْراً، فَإِنِ اسْتَقَمْتُمْ هَدَیْتُكُمْ وَإِنِ اعْوَجَجْتُمْ قَوَّمْتُكُمْ وَإِنْ أَبَیْتُمْ تَدَارَكْتُكُمْ، لَكَانَتِ الْوُثْقَی، وَلكِنْ بِمَنْ وَإِلَی مَنْ؟ أُرِیدُ أَنْ أُدَاوِیَ بِكُمْ وَأَنْتُمْ دَائی، كَنَاقِشِ الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ، وَهُوَ یَعْلَمُ أَنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا! اللَّهُمَّ قَدْ مَلَّتْ أَطِبَّاءُ هذَا الدَّاءِ الدَّوِیِّ، وَكَلَّتِ النَّزْعَةُ بِأَشْطَانِ الرَّكِیِّ ! أَیْنَ الْقَوْمُ الَّذِینَ دُعُوا إِلَی الْإِسْلاَمِ فَقَبِلُوهُ؟ وَقَرَأُوا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ؟ وَهِیجُوا إِلی الْجِهَادِ فَوَلِهُوا وَلَهَ اللِّقَاحِ إِلَی أَوْلاَدِهَا، وَسَلَبُوا السُّیُوفَ أَغْمَادَهَا، وَأَخَذُوا بِأَطْرَافِ الْأَرْضِ زَحْفاً زَحْفاً وَصَفًّا صَفًّا؟! بَعْضٌ هَلَكَ، وَبَعْصٌ نَجَا. لاَیُبَشَّرُونَ بِالْأَحْیَاءِ، وَلاَ یُعَزَّوْنَ عَنِ الْمَوْتَی، مُرْهُ الْعُیُونِ مِنَ الْبُكَاءِ، خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الصِّیَامِ، ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ، صُفْرُ الْأَلْوَانِ مِنَ السَّهَرِ، عَلَی وَجُوهِهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعیِنَ، أُولئِكَ إِخْوَانی الذَّاهِبُونَ، فَحَقَّ لَنَا أَنْ نَظْمَأَ إِلَیْهِمْ وَنَعَضَّ الْأَیْدِیَ عَلَی فِرَاقِهمْ! إِنَّ الشَّیْطَانَ یُسَنِّی لَكُمْ طُرُقَهُ، وَیُرِیدُ أَنْ یَحُلَّ دِینَكُمْ عُقْدَةً عُقْدَةً، وَیُعْطِیَكُمْ بَالْجَمَاعَةِ الْفُرْقَةَ، وَبِالْفُرْقَةِ الْفَتْنَةَ; فَاصْدِفُوا عَنْ نَزَغَاتِهِ وَنَفَثَاتِهِ، وَاقْبَلُوا النَّصِیحَةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا إِلَیْكُمْ، وَاعْقِلوهَا عَلَی أَنْفُسِكُمْ.
ومن كلام له علیه السلام